مشاركة: سلسلــة الأخطــاء الشائعـــة ((( كاملة )))
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ,
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين .
أما بعد ,
أحبتي في الله اخواني واخواتي ,,
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ,
فإن هذا هو الدرس رقم ( 35 ) من دروس ( سلسلة الأخطاء الشائعة )
وهي مجموعة دروس متسلسة تعلم الناس بعض ما يقعون فيه من اخطاء وهم لا يشعرون ولا يعلمون اما قولا او فعلا ,
في كل المجالات اما في العقيدة او الفقه او المعاملات او الأخلاق او المنهج او السلوك اوغيرها من مجالات الدين .
وحاولت قدر المستطاع الإختصار وعدم الإطالة ليتسنى حفظها وتداولها بين الناس .
واسال الله تعالى ان ينفع بها كاتبها وقائلها ومن يطلع عليها .
واترككم مع هذا الدرس والذي هو بعنوان :
(( الإستعاذة بعد التثاؤب !!!! ))
فأقول وبالله التوفيق
ان من المور المنتشر جدا انتشار النار في الهشيم - كما يقال -
ان احدنا اذا تثاءب قال بعد التثاؤب :
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) !!!
ولو تتبعنا الأحاديث والأثار لما وجدنا دليلا على هذا الفعل وهو :
( الإستعاذة بعد التثاؤب )
ولكن الناس قد اتخذوها عادة فيستعيذون بالله دائما بعد الانتهاء من التثاؤب !
والذي اعتقده انهم اخذوا هذا الفعل وهذا القول من الأحاديث التي تقول بأن التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب احدهم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم !!
وهذا ايها الأخوة ليس دليلا بل ان العبادات لابد لها من دليل صريح صحيح يدل على ثبوت فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم .
و لا شك أن الإستعاذة بعد التثاؤب ذكر والأذكار تحتاج الى دليل صحيح حتى يفعلها المسلم ويداوم عليها
اما ان يداوم على فعل لم يأت عليه دليل فإن هذا الفعل يكون من البدع المحدثة في الدين ,
وكما نقول دائما لو كان خيرا لسبقنا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده فهم احرص منا على فعل الخير , وحيث انهم لم يفعلوا ولم يرد عنهم شيئا من ذلك , علمنا ان هذا الفعل - وهو الإستعاذة بعد التثاؤب - أمرا مبتدعا ومحدث ليس له اصل في السنة القولية ولا الفعلية ولا التقريرية .
اذا قلنا ان الاستعاذة بعد التثاؤب ليس لها اصل
اذن ماذا ورد فعله عند التثاؤب في الأحاديث الصحيحه ؟
ان ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند التثاؤب هو ان يرد التثاؤب , اما بمحاولة اغلاق الفم وعدم فتحه , فإن لم يستطع الإنسان ان يغلق فمه فعليه ان يضع يده على فمه ويغطي بها فمه .
هذا هو الوارد في الأحاديث الصحيحة ولم يرد مطلقا ان المسلم يستعيذ بالله من الشيطان بعد التثاؤب !
واليكم هذه الأحاديث الواردة في التثاؤب اذكرها لكم للفائدة
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم قال :
(( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب , فإذا عطس احدكم فحمد الله فحق على كل من سمعه ان يشمته ,
اما التثاؤب فإنما هو من الشيطان , فليرده ما استطاع فإذا قال : هاء ضحك منه الشيطان ))
رواه البخاري في صحيحه
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه , فإن الشيطان يدخل ))
رواه مسلم في صحيحه
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ان الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب احدكم فليرده ما استطاع ولا يقل :
هاه هـــاه فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه ))
رواه ابوداود وصححه العلامة الألباني رحمه الله
اكتفي بهذا القدر من الأحاديث ومن احب ان اوضح امرا او خطر بباله سؤال عن الموضوع فأنا على اتم الإستعداد للمناقشة وبيان الإشكال او تفسير لمعاني الأحاديث او غير ذلك مما يخطر ببالكم من الإستفسارات .
هذا والله تعالى أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه واعده للبرزة :
أخوكم ,,
سراب البيد