الجميع يستطيع الضحك إلى مالانهاية له من إتساع الكذب وتضييق الحقيقة .. بدءاً بما يعقله الموقف وإنتهاء بما لايُعقل أبداً .. العلاقات الحقيقية لاتُقاس بمن أدخل السرور عليك يوماً ما، وأجّادَ صنعتِه، فالجميع يتقن ذلك بما تتقنه قريحة اللحظة، أو إقبال نفسه بعد اللحظة .. الجميع يُتقن ذلك لفراغ شعور، أو رغبةٍ مؤكدة .. أو رُبما إحساس حُزنه نفسه ..!
===
ما يبكيك أنت وصاحبك؟
فإن وجدت بكاء بكيت،
وإن لم أجد تباكيت لبكائكما !
(عمر بن الخطاب رضي الله عنه)
===
البكاء عملٌ شاق، وأداء يغشاه الصدق، بعيداً عن رُخص المشاعر المزيفة والتي تعرض بالمجّان في كل مسرحية يُعاجلها الأجل كرامة ..
ولأن الكبرياء وحده من يستسيغ إهداره من هم دون العِزة الحقيقية، وأفقٌ لن يدركه بقية الركْب السائر جانب البهائم غير المُدركة أبداً .. كانت الطيبات تمتد طوعاً لتُوثقنا صدقاً إلى أجلٍ بعيد، حيث لاعلاقة لنا بالمكان والزمان، ولاعلاقة لها بآلام حياةٍ لابدّ منها ..
لا علاقة لها بكل مانقول أو نسمع .. لا علاقة لها بالمشاعر المُهدرة .. لا علاقة لها بأخطائنا ايضاً ..
لا علاقة لها بإحساس اللحظة والرغبة المؤكدة، ومالا يُعقل فعله .... إلى مادون الضحك غير المذكور أعلاه ..
لكنها كمعجزة تأخذ بيد الكبرياء .. لاحُباً في غالب الأمر .. إنما كرامة دائماً، وكثيراً، وفي كل حين.
===
إنّ أكُفَ السؤال مُحسِنة بالبكاء،
وتُجيد تكرار الحُزن كما أنسكب أوّلُه كل لحظة، حتى تتلقفه إجابات السماء في لحظة كثيرٌ مِنّا غافلين ..
أصواتنا صدى لأنين أحبتنا، وأكفنا ضارعة برجائهم حتى يتنزل عليهم السرور برداً لاتضره حرارة الأحزان.
===
عالي المقام .. مزيونة البدو
:20: