- التسجيل
- 9 ديسمبر 2010
- رقم العضوية
- 12988
- المشاركات
- 3,692
- مستوى التفاعل
- 571
- الجنس
- الإقامة
- البحرين
إسماعيـليـة العــالم
ونتكلم في هذا اليوم عن الشيعة الإسماعيلية وحديثنا سيكون بأذن الله تعالى تحت العناصر التالـية:-
1.التعريف بالشيعة الإسماعيلية.
2.فرق ودعاة الشيعة الإسماعيلية.
3.أسلوب الدعوة الإسماعيلية.
4.عقائد الشيعة الإسماعيلية.
5.عبادات الشيعة الإسماعيلية.
6.مزارات وأعياد الشيعة الإسماعيلية.
7.الرسوم والضرائب ومصادر الدخل عند الشيعة الإسماعيلية.
8.مجازر واغتيالات والثورات الشيعة الإسماعيلية.
9.أماكن تواجدهم وانتشارهم في العالم.
- ومن أراد التوسع فعليه بكتاب " دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين " للدكتور أحمد جلي , وكتاب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " لـِ محمد الخطيب, وكتاب " الإسماعيلية المعاصرة " لـِ محمد الجوير, وكتاب " أثر الحركات الباطنية " لـِ يوسف عيد, وكتاب " أصول الإسماعيلية " لـِ برنارد لويس, وكتاب " الإسماعيلية " للعلامة إحسـان إلهـي ظهيـر رحمة الله عليه.
1.التعريف بالشيعة الإسماعيلية:
الإسماعيلية هي فرقة باطنية انتسبت إلى الإمام إسماعيل أبن جعفر الصادق ظاهرها التشيع لآل البيت وحقيقتها هدم الإسلام, امتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر , وقد انشقت الإسماعيلية من الشيعة الأمامية الأثنا عشرية وذلك بعد موت الإمام جعفر في عام 148 للهجرة لأنهم " أي الإسماعيلية " لم يعترفوا بإمامة موسى الكاظم الإمام السابع عند الشيعة الأثنا عشرية, وقاموا بنقل الإمامة إلى إسماعيل أبن جعفر وقد لخص العلماء حال الشيعة الإسماعيلية بقولهم: دعاتهم زنادقة وعوامهم رافضة.
2.فرق ودعاة الشيعة الإسماعيلية:-
أولاً- فرقة الإسماعيلية القرامطة : كان ظهورهم في البحرين والشام وذلك بعد أن شقوا عصا الطاعة على الإمام الإسماعيلي نفسه ونهبوا أمواله ومتاعه فهرب ذلك الإمام الإسماعيلي من سلمية في سوريا إلى بلاد ما وراء النهر خوفاً من بطشهم, ومن شخصيات الإسماعيلية القرامطة أخواني في الله المدعو عبدالله أبن ميمون القداح الذي ظهر في جنوب فارس في عام 260 للهجرة, والفرج أبن عثمان القاشاني المعروف بـِ " ذكرويه " الذي ظهر في العراق وأخذ يدعو للإمام المستور الغائب, وحمدان أبن الأشعث, وأحمد أبن قاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج من أهل السنة والجماعة, والحسن أبن بهرام المعروف بـِ " أبي سعيد الجنابي " الذي ظهر في البحرين والذي يعتبر المؤسس لدولة القرامطة الإسماعيلية. ثم جـاء بعده أبنه الخبيث سليمان أبن الحسن أبن بهرام والذي حكم ثلاثين سنة وفي عهده هاجم الكعبة المشرفة وقتل الجم الغفير من حجاج بيت الله تعالى وسرق الحجر الأسود وأبقاه عنده لأكثر من عشريـن سنـة.
- من المبـادئ الهامة والخطيرة التي أنطلق منها دعاة الإسماعيلية القرامطة , إخواني في الله , هو إفشاء شيوعية الأموال والفروج بين أتباعـهم, وكان أول من فعل ذلك هو حمدان القرمطي عندما فرض على أتباعه الألفة وهي أن يجمعوا أموالهم في موضع واحـد وأن يكونوا كلهم فيه سواء لا يخذل أحد من أصحابه على صاحبه , ولما استقام الأمر " أي حمدان " أمر أتباعه بأن يجمعوا النساء في ليلة عينها ويختلطن بالرجال ويتراكبن – عياذاً بالله تعالى- ويؤيد هذا ما أمر به أبو سعيد الجنابي أتباعه في دولة البحرين , وذلك بإقامة ليلة سمها ليلة " الإفاضة " يجتمع خلالها الرجال والنساء وتطفأ الأنوار ويمارسون الجنس دون تمييز بين المحللات والمحرمات – عياذاً بالله تعالى- بل إن المؤمن عند الإسماعيلية القرامطة لا يكمل إيمانه إلا إذا رضي بما يسمونه بـِ " التشريق " , وهو أن يدخل الرجل إلى حليلة جاره فيطأها وزوجها حاضر ينظر إليه ثم يخرج فيبصق في وجهه ويصفع قفاه ويقول له " أي الفاعل " يقول للزوج: تصبّر. فإذا صبر عُــد كـامـل الإيمان وسمي من الصابـرة, ويذكر المؤرخون أن أبا سعيد الجنابي أدخل امرأته على يحيى المهدي , وأمرها أن لا تمنعه إذا أرادها , بل وصل الأمر بمن جاء بعده أن أباح لأتباعه فعل قوم لوط وأوجب قتل الغلام الذي يمتنع على من يريد الفجور به- عياذاً بالله تعالى-. وقد سنّ كـذلك علي أبن الفضل لأتباعه الإسماعيلية القرامطة في اليمن ليلة تسمى بليلة " الإفاضة ", فكان يجمع أتباعه القرامطة من الرجال والنساء في دار واسعة ليلاً , ثم يأمر بإطفاء السرج ويأخذ كل واحد من وقعت يده عليها- عياذاً بالله تعالى-.
ثانيا :من الإسماعيلية وهم " الإسماعيلية الفاطمية " : وهي حركة إسماعيلية مرّت بعدة أدوار. دور الستر ويبدأ من موت إسماعيل أبن جعفر في عام 143 للهجرة إلى ظهور عبيدالله المهدي, وقد أختلف في أسماء أئمة هذه الفترة وذلك بسبب السرية التي انتهجوها, ثم يأتي بعد ذلك دور الظهور والذي بدء بظهور عبيدالله المهدي الذي كان مقيماً في سلمية بسوريا ثم هرب إلى شمال أفريقيا وأعتمد على أنصاره هناك من الكتاميين, حيث أسس عبيد الله هذا أول دولة إسماعيلية فاطمية بإفريقيا في تونس واستولى على رقادة في عام 297 للهجرة وتتابع بعده الفاطميون وهم :
•المنصور بالله (أبو طاهر إسماعيل ) .
•المعز لدين الله (أبو تميم معد) : وفي عهده فتحت مصر سنة 361ه وانتقل إليها المعز في رمضان سنة 361هـ .
•العزيز بالله (أبو منصور نزار ) .
•الحاكم بأمر الله (أبو علي المنصور ) .
•الظاهر (أبو الحسن علي) .
•المستنصر بالله (أبو تميم ) .
واستمرت الإسماعيلية الفاطمية تحكم دولة مصر والحجاز واليمن حتى زوال دولتهم على يد البطـل المجـاهد صـلاح الديـن الأيـوبـي.
الفرقة الثالثة من الفرق الإسماعيلية وهم الإسماعيلية الحشاشون : وهم إسماعيلية نزارية انتشروا في الشام وبلاد فارس من أبرز شخصياتهم الحسن أبن صلاح وهو فارسي الأصل , وكان يدين بدين الولاء للإمام المستنصر أستولى على قلعة ألمج وأسس الدولة الإسماعيلية النزارية , وهم الذين عرفوا بعد ذلك بالحشاشين وذلك لإفراطهم في تدخين سيجارة الحشيش!. كـذلك من أبرز شخصيات الإسماعيلية الحشاشين إخواني في الله المدعو كيا بزرك علي , ومحمد أبن كيا بزرك , والحسن الثاني أبن محمد , ومحمد الثاني أبن الحسن والحسن الثالث أبن محمد الثاني ومحمد الثالث أبن الحسن الثالث وركن الدين خورشاه إلى أن انتهت دولة الحشاشين وسقطت قلاعهم أمام جيش هولاكو المغولي الذي قتل ركن الدين فتفرقوا في البلاد وما يزال لهم أتباع إلى الآن.
الفرقة الرابعة من الإسماعيلية وهم الإسماعيلية البُهره : وهم إسماعيلية الهند واليمن, الذين تركوا السياسة وعملوا بالتجارة وأختلط بهم الهندوس الذين أسلموا والبُهره لفظة هندية قديمة معناها " التاج " انقسمت البُهره إلى فرقتين:
1.البُهره الدائودية وهي نسبة إلى قطب شاه داوود وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في مدينة " بومبي " في الهند .
2.هم البُهره السليمانية نسبة إلى سليمان أبن حسن وهؤلاء مركزهم في دولة اليمن حتى الآن.
أمـا عن زعيم الإسماعيلية البُهره الحالي إخواني في الله فهو الدكتور محمد أبن برهان الدين الذي يقدسونه , ويسجدون له ويقبلون قدميه وله الكلمة الأولى والأخيرة , ويعيش اليوم كعيشة الملوك ورؤسـاء الدول , ويعد من أغنى أغنياء العـالم وطائفته تعيش في بؤس وحرمان وفقر.
ويعامل هذا المجرم أتباعه كما يعامل السيد عبيده, فما أن يبلغ أي فرد من أفراد الطائفة الرابعة عشر من عمره حتى يصبح خادماً مطيعاً لهذا الداعي , وقد وقعت حادثة منذ وقت قريب تبين لنا كيف يتعامل شيوخ الإسماعيلية البُهره مع أتباعهم بقسوة , بالـغة وكيف أن حقوقهم المشروعة مهضومة ففي عام 1977 للميـلاد توفيت إمرأة إسماعيلية عمرها 65 عام تدعى " سودا رابي" في مدينة قمن أذر بولاية قوقارت , فلم يسمح الإمام الإسماعيلي لأقاربها بدفنها, وذلك لأن زوجها أكبر علي سليمان والبالغ من العمر 73 عام قد عصى الإمام في بعض الأمور الطائفية , وبعد تدخل أعضاء في البرلمان المركزي في دلهي وافق ذلك الإمام الإسماعيلي على دفن الجثة بعد تعفنها بشرط ألا يحضر الجنازة كل من زوجها وأولادها أو أي فرد من أقارب المتوفاة , وعلى أن تدفن دون أن تقام عليها صلاة الجنازة, وأن تدفن من غير كفن ولم يستطع أي فرد أن يحتج أو يعارض أو يجادل في هذا الشأن.
وقد قام زعيم الإسماعيلية البُهره بزيارة بعض دول الخليج وقابل العديد من المحبين والأتباع وأقيمت له الاحتفالات من قبل جماعة البُهره المنتشرين بدول الخليج , وقام بإلقاء المحاضرات والندوات على جماعته ومن ثم قام بجمع الأموال الطائلة من جماعة البُهره ووزع عليهم البركات والمغفرة كما يعتقدون!.
كمـا قام هذا الإسماعيلي محمد برهان الدين بإهداء مقصورة من الفضة الخالصة منقوشة بآيات قرآنية من الذهب الخالص , إلى الضريح المنسوب للسيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما في مصر وقد أعفيت هذه المقصورة من أي رسوم جمركية وجاءت المقصورة إلى ميدان السيدة زينب بالقاهرة محمله على ثلاث عربات.
الفرقة الخامسة من الإسماعيلية وهم الإسماعيلية الأغخانية : ظهرت هذه الفرقة أحبابي في الله في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ومن أشهر شخصياتهم حسن علي شاه وهو الأغاخان الأول, ثم جـاء بعده آغا علي شاه وهو الأغاخان الثاني ثم يليه أبنه الحسيني وهو الأغخن الثالث الذي كان يعيش في أوروبا منهمكاً في مـلاذ الدنيـا, ثم جاء بعده كريم خان وهو الأغاخان الرابع وما يزال حتى الآن على رأس هذه الطائفة وقد درس في إحدى الجامعات الأمريكية.
3.أسلوب الدعوة الإسماعيلية :
ذلك أن دعاة الإسماعيلية ابتدعوا حيلاً و وسائل خبيثة لاصطياد الكثير من العـوام وإدخالهم في عقيدتهم الفاسدة , ومن ذلك أن يتدرج الداعي الإسماعيلي مع الضحية المراد دعوتها فيمر معه بعدة مراحل:-
المرحلة الأولى وهي مرحلة التفرس : ومعناها أن يكون الداعي فطناً ذكياً يميز بين من يمكن استدراجه ومن لا يمكن استدراجه من العامة. قادراً على تأويل النصوص والإيهام بأن لها باطناً لا يعرفه كل أحد. كما يكون قادراً على أن يقدم لكل واحد ما يتفق مع مزاجه وميله ومذهبه ومعتقده, ولهذا قال أهل العلم إن الإسماعيلية يهودًٌ مع اليهود ومجوسٌ مع المجوس ونصارى مع النصارى وسنة مع أهل السنة.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التأنيـس : وهي مأخوذة من الأنس والطمأنينة, وفيها يجتهد الداعي الإسماعيلي إلى زرع الطمأنينة في نفسية الضحية وذلك بالتقرب إليه , متظاهراً له بالتنسق والتعبد والمواهب الرقيقة.
ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة التشكيك : حيث يجتهد الداعي الإسماعيلي بالتشكيك بعقيدة الضحية , وذلك بالأسئلة المشككة في مقررات الشمع وغوامض المسائل ومتشابه الآيات وأسرار الأرقام , في مثل قوله تعالى:" خلق سبع سماوات ", وقوله تعالى:" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ", وقوله تعالى:" عليها تسعة عشر ", وغيرها من الأمور الغامضة عند العامة فيبدأ الشك يقع في قلب الضحية المراد إخراجها من الدين وهذه المرحلة من أخطر المراحل عند الشيعة الإسماعيلية.
ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة وهي مرحلة التعليق : حيث يوهم الداعي الإسماعيلي من يريد إدخاله من العوام في المعتقد الإسماعيلي بأنه يملك الإجابة لهذه الأسئلة الغامضة , ولكن لا يمكن البوح بها لكل أحد ولا في كل حيـن , بل لا بد من أخذ العهود والمواثيق على من يريد معرفة هذه الأسرار , فيكون هذا العامي المسكين المغرر به معلقاً. وعندها تأتي مرحلة الربط : وهو أن يربط لسانه بأيمانٍ مغلظة وعهودٍ مؤكدة حتى لا يفشي أو يبوح بما يذكره الداعي الإسماعيلي له. وبعدها تأتي مرحلة التدليس : وهو التدرج في بث الأسرار والعقائد الباطنية الإسماعيلية إلى الضحية بعد أن ربطه بالأيمان والعهود المؤكدة, إذ يعطي قواعد المذهب شيئاً فشيئاً ويوهمه أن لهذا المذهب أتباعاً كثيرون لكنه لا يعرفهم.
وأخيراً تأتي مرحلة الخلع والسلخ : ويقصد بها خلع المستجيب, أي خلع الضحية من عقائد دينه وأركانه وسلخه منها نهائياً والدخول في المعتقد الإسماعيلي الباطني الخبيث وهذا ما يسمى عند الإسماعيلية بالبلاغ الأكبر.
والإسماعيلية الآغخانية إخواني في الله يبذلون نشاطاً واسعاً وملموساً في منطقة الهونزا في شمال باكستان, حيث أخذوا بنشر دعوتهم عن طريق إنشاء المدارس والمراكز الطبية والإنفاق عليها , فلقد أصبح الآن في كل قرية من قرى منطقة الهونزا مدرسة ابتدائية وفي منطقة الهونزا ثلاث مدارس ثانوية أمـا المراكز الطبية فلقد أصبح في كل مجموعة من القرى مركز طبي إذ بلغ عدد هذه المراكز خمسة وهي خاضعة لإشراف مؤسسات الطائفة الإسماعيلية الأغخانية.
كـذلك لهم نشاط دعوي واسع يقومون به أحيانـاً تحت ستار النشاط الاقتصادي, حيث أن وزارة الزراعة الباكستانية قامت في عام 88 وما قبله بتوزيع الأسمدة على المزارعين, ولكن في عام 89 يعني بعده بسنة قام إمام الطائفة الأغخانية بشراء جميع الأسمدة واحتكارها ومنعها عن المزارعين كي يعتمدوا عليه ويخضعوا لمطالبه الخبيثة.
كذلك فإن طائفة الإسماعيلية البُهره لها نشاط واسع في ميادين العلم والثقافة والتنظيم, حيث زار إمامهم طاهر سيف الدين القاهرة في عـام 1937 للميـلاد وهو أول زعيم للإسماعيلية يفد إلى مصر بعد خروجه منها قبل ثمانية قرون , حيث قدم سلطان البُهرى صورة فوتوغرافية من نسخة كتاب " عيون الأخبار لـ إدريس عماد الدين " إلى جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية المصرية العربية في ذلك الوقت. كمـا قدمت الحكومة المصرية إلى السلطان الإسماعيلي قطعاً ثمينة من المنسوجات الأثرية من عصر الإسماعيليين المحفوظة بدار الآثار المصرية. وتتألف هذه الهدية الثمينة من تسع وثلاثين قطعة أثرية وكل منها محفوظ في غلاف من الزجاج في المقر الرئيسي لسلطان الإسماعيلية في مدينة بومبي في دولة الهنـد.
كما قام هذا السلطان بعدة رحلات إلى مراكز الطائفة في الهند وخارجها لتنظيم شئون الدعوة , وتم تحت زعامته بناء أكثـر من 350 مسجداً ونحو 300 مدرسة خاصة لأتباعه ومن المعاهد العلمية الكبيرة الخاصة لهذه الفرقة هي الجامعة السيفية الأكاديمية العربية بمدينة سورت بولاية كوجرات بالهند, وتعتبر الجامعة السيفية مركز التعليم للمذهب الإسماعيلي في العالم اليوم حيث يفد إليها الطلاب من أبناء الطائفة الإسماعيلية من جميع البلاد العربية والأفريقية والأوربية.
وإن من المحزن المبكي إخواني في الله أن هذا الإمام الإسماعيلي البُهره محمد برهان الدين قد منحته جامعة الأزهر المصرية درجة الدكتوراة الفخرية , وذلك في عام 1966 للميـلاد تكريماً له ولوالده ولطائفة الإسماعيلية البُهره وتقديراً لخدمات الطائفة في مختلف الميادين التعليمية والثقافية , وكان هذا الداعي المطلق قد قام بزيارة للقاهرة في عام 1966م , وذلك لمشاهدة المقصورة الفضية التي أهداها والده إلى مقام الحسين في القاهرة, وقد طلب هذا الإمام الإسماعيلي من الحكومة المصرية أثناء زيارته ثلاث مطالب حصل على واحد منها ومنع واحد وأُجـِل الطلب الثالث, فالذي حصل عليه هو الموافقة على تجديد بناء جامع الحاكم بأمر الله الفاضل حيث سمحت له الحكومة المصرية بذلـك, وأما المطلب الثـاني فكان يتعلق بنظام إدارة الجامع فامتنعت الحكومة المصرية؛ إلا أن يكون الجامع تحت إدارتها وهذا بالنسبة للقانون, أما الواقع العملي فهو تحت إمرة الإسماعيلية البُهره كما هو مشاهد الآن, حيث يوجدون منتشرين حول الجامع ولقد قاموا ببعض الإصلاحات في قبة الإمام الحسين والسيدة زينب, وأمـا المطلب الثـالث فيتعلق بإنشاء إدارة تعليمية على نهج الجامع الأزهر في هذا الجامع , لكن الحكومة المصرية قد أجلت هذا الطلب ووعدت بالنظر فيه. ومما هو ملاحظ إقبال الطلاب البُهره والتحاقهم بجامعة الأزهر.
4.عقائد الشيعة الإسماعيلية :
حيث تعتقد الشيعة الإسماعيلية بضرورة وجود إمـام معصـوم , منصوص عليه من نسل محمد أبن إسماعيل , ويصفون هذا الإمـام بصفات ترفعه إلـى مقـام الألوهيـة -عيـاذاً بالله تعـالى-, كما يخصونه بعلم الباطن ويدفعون له خمس ما يكسبون من أرزاقهـم, ويقولون بتناسخ الأرواح والإمام عندهم وارث الأنبيـاء جميعاً ووارث كل من سبقه من الأئـمة, كما أن الشيعة الإسماعيلية ينكرون صفات الله , أو يكادون بأن الله في نظرهم فوق متناول العقل , فهو لا موجود ولا غير موجود ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز, كذلـك في الإسماعيلية لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين , وظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد المسلمين؛ ولكن باطنهم شيء آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمـام الإسماعيلي المعصوم. كمـا أنهم يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين, لكنهم يقولون إن الكعبة هي رمز للإمـام المعصوم.
وتعتقد الشيعة الإسماعيلية أن الله لم يخلق العـالم خلقاً مباشراً -عياذاً بالله تعالى-, بل كان ذلـك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية , ويسمونه بالحجـاب, وقد حل العقل الكلي هذا في الإنسان وهو النبي والأئـمة المستورين من بعـده.
كذلـك الإسماعيلية يعظمون أئمتهم تعظيماً بلغ بهم أن رفعوهم إلى مقام الربوبيـة, فيقولون إن الأئمة بشر كسائر الناس في الظـاهر , فهم يأكلون , مثلاً , وينامون ويموتون؛ ولكنهم في تأويلاتهم الباطنية يقولون إن الأئمة هم وجه الله ويد الله وجنب الله وأنهم هم الذين يحاسبون الناس يوم القيامة, بـل ويقسمونهم بين الجنة والنار, وأنهم هم الصراط المستقيم والذكر الحكيم والقرآن الكريم... قال تعالى:{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {36} أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ {37}} , وهذا تماما هو الذي ذكرناه أحبابي في الله في درس ومحاضرة الشيعة الأثنا عشرية, حيث تتفق الأثنا عشرية والإسماعيلية بهذا الغلو لأئمتهم. كمـا تعتقد الشيعة الإسماعيلية أن محمد أبن إسماعيل حيّ لم يمت وأنه في بلاد الروم , وأنه قائم المهدي الذي سيبعث برسالة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وكذلك هم يتبرءون من الشيخين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ويصفوهما بصفات قبيحة كإبليس وفرعون وهامان والطاغوت وهُبل.
أمـا الإسماعيلية البُهره فإنهم يقدمون حجهم بيوم أو يومين عن سائر المسلمين فيروي أحد الحجاج الإسماعيلية البُهره قوله في أداء مناسك الحج حيث يقول: إنا وصلنا عرفات قبل الناس يعني في سنة من سنين الحج يذكر حال الإسماعيلية البُهره وقد كان منهم ذلك الإسماعيلي الذي يروي القصة فيقول: إنّا وصلنا عرفات قبل الناس كما وصل إليها إسماعيلية اليمن وقد أدى جميعنا مراسم الحج قبل الناس بيومين وحين تجمهرنا في عرفات تحت قيادة عـالم إسماعيلي يمني, أحاط بنا جمع من أهل السنة وسألونا عن ماذا نفعل قبل الوقفة!؟ فأجبناهم بقراء أدعية مأثورة فانصرفوا " أي أهل السنة ", فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج ثم انصرفنا إلى مزدلفة وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينـة. وكل ما سألنا الجمع السني القـادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم: بأنا قادمون من الطائف وسننزل مكة ثم نقدم منها إلى عرفة وهكذا قضينا تلك الليلة ثم عدنـا إلى عرفة وصرنا شركـاء لعامة الحجيج..انتهى كلامه من كتاب " سلك الجواهر ".
كذلـك فإن الإسماعيلية البُهره يقومون بإحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من القبور ومساجد فهم يدفعون أموال طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد , ومن أعمالهم السوداء أنهم قاموا بإصلاح ضريح كربلاء والنجف والضريح الفضي لمشهد الحسين والسيدة زينب في القـاهرة. كما عملوا قبة من الذهب فوق ضريح الحسين المزعوم في القـاهرة, فالإسماعيلية البُهره إخواني في الله كاليهـود لا يسمحون بأحد باعتناق مذهبهم ما لم يولد من أصل بُهري ويعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي أبن أبي طالب رضي الله عنه , وهم معصومون من الخطأ .
وكذلـك فإن الإسماعيلية البُهره يحترمون القرآن ظـاهريـاً ولكنهم يفسرونه تفسيراً باطنياً شيطانياً , وقبلة البُهره في صلاتهم هو قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند, ويطلقون عليه أسم الروضة الطاهرة. والصلاة عند الإسماعيلية البُهره تجب عليهم في العشرة أيـام الأولى من شهر محرم فقط وفي غيرها لا تجـب!. كما أنهم لا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى الجـامع خانه , وإذا لم يذهب الشخص البُهري منهم إلى هذا الجامع خانه في العشرة أيام الأولى من محرم فإنه يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان من جميع الفرقة الإسماعيلية.
وهذا بيان أحبابي في الله من الإسماعيلية الأغخانية وهم يبينون عقيدتهم بقلم عاشق حسين, وهو رئيس لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير كريم أغاخـان رئيس الإسماعيلية الأغخانية في العـالم نص البيـان:-
( لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغخـان ببكستان نيو جماعة خانة شارع بر تو كراتشي ثلاثة, تعليمات مذهب الأغاخانية الإسماعيلية. مولانا شاه كريم الحسيني الإمام الحاضر الموجود أرحمنا وأغفر لنا, أعني يا علي المؤمنين الحقيقيين , نبيّن نحن الأغاخانيين بأننا ننتمي إلى الجماعة الإسماعيلية التي تبلغ المعلومات الدينية إلى عامة الناس تعليماتنا الدينية التي نلتقي تحت إشراف العالم مكي, ومن ثم نتعبد حسب تلك التعليمات في الأمكنة الخاصة ونسميها " جماعة خانه " وتفاصيل تلك التعليمات كالآتي:-
تحيتنا قولنا يا علي مدد " أي أعنا يا علي " وجوابها قولنا: مولانا علي مدد " أي أعنا يا مولانا علي ", شهادتنا هي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن علياً الله .
لسنا بحاجة إلى الوضوء لأن الوضوء هي طهارة القلب فقط , ولا يفسد صومنا بالأكل والشرب, وصومنا يحتوي على ثلاث ساعات فقط ونفطر في الساعة العاشرة صباحاً , وذلك تطوعاً لكن طوال السنة نصوم يوم الجمعة الذي يكون بداية الشهر, ويفرض علينا دفع أثنى عشر ونصف في المائة روبية من مجموع أموالنا بدلاً من الزكاة . أمـا الحج فهو رؤية إمامنا الحاضر نجد بيننا قرأناً نـاطقاً وهو إمامنا الحاضر؛ بينما المسلمون عندهم كتاب فقط . عـالمنا مكي يمحو عنا ويزيل المعاصي المرتكبة في طول اليوم , وذلك بصب الماء علينا , فيقول بصب الماء علينا والذي يستطيع الذهاب إلى المكان المحدد للعبادة فعليه أن يستغفر ذنوبه بالذهاب إلى العالم يوم الجمعة فقط وهذا تماما مثل الغفران عند رجال الكنيسة, ثم يقول هذا البيان: وذلك بصب الماء عليه وشربه ويسمى هذا الماء " كهت بات " .
إن إمامنا الحاضر يعلمنا كلمة أسم أعظم وثمنها 75 روبية ونتعبد بها في آخر الليل وندفع 500 روبية لعفو عبادة خمس سنوات و 1200 روبية لعبادة 12 عام و 5000 روبية لعبادة حياة كاملة , وندفع تلك الأجرة في جماعة خانه, ونتشرف بنور إمامنا الحاضر بعد دفع 7000 روبية وندفع 25 ألف روبية في جماعة خانه حتى نتقي من عذاب الآخرة, والصدقات عندنا تسمى " ناندي " فالأطعمة الطيبة والملابس الثمينة تصدق إلى جماعة خانه , وبعد بيعها يجمع ثمنها في جماعة خانه.
ونوضح هنا بأن مذهبنا قائم منذ قرون ولم ينقده أحد إلى يومنا هذا, فإذا كان مذهبنا خاطئاً لأنتهى منه من الأرض والآن لو أطلع المسلمون وعلمائهم على بطلان مذهبنا واعترضوا عليه كان عليهم أن يتصلوا بلجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغاخان ويطلبوا منها الإيضاح في هذا الصدد لكنهم لم يفعلوا ذلك , وهذا دليل على خوفهم من علمائنا ومن إمامـنا الحاضر. ومنذ قرون لم ينقد أحد مذهبنا فكيف تجرأ المسلمون الآن أن ينقدوه ويثبتوا أبطاله؟ علماً بأن في كل دور من الأدوار كنا نحصل على الدعم المادي من قبل الحكومة والسلطة وحمايتها وذلك دليل قـاطع على أن مذهبنا حق وصحيح فأثبتوا أيها المؤمنون على دينكم الصحيح ولا عجب أن يفتتن المسلمون بمثل هذه الفتن والمصائب وندعوا أن نتشرف بنور إمامـنا الحاضر ورؤيته. آمين.
وفي الآخر نقول: يا شاه كريم حسيني أنت الإمام الحاضر الموجود, اللهم لك سجودي وطاعتي. عاشق حسين رئيس لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغاخان في دولة باكستان.
5.عبادات الشيعة الإسماعيلية :
فطائفة الإسماعيلية البُهرة مثلاً, تتخذ لنفسها أماكـن خاصة للعبـادة يطلقون عليها أسم " الجامع خانـه " ذلك أنهم لا يقبلون لأنفسهم ولا يرضون بإقامة الصلوات في مساجد عامة المسلمين وتمشياً مع تعليم وتوجيهات أئمتهم ودعاتهم فيلزمهم الحصول على إذن مسبق, من الإمام أو الداعي المطلق متى ما أرادوا ممارسة عباداتهم وشعائرهم الدينية. وللبُهرة هؤلاء طقوس خاصة ولباس خاص بهم يتميزون به عن غيرهم , فمثلاً يرتدي الواحد منهم قميصاً وسروالاً وطاقيةً مزركشة باللونين الذهبـي والأصفر, والصلاة عندهم ثلاث مرات في اليوم فقـط وقبلتهم في الصلاة هو قبر إمامهم طاهر سيف الدين. كمـا أن للإسماعيلية البُهرة إخواني في الله عادات وطقوس هندوسية في حفلات الزواج , فهم يستعملون معجون الكركم على جسم العريس في تلك الأيام ويقومون بتقاليد وثنية في استقبـال العريس , وذلـك بإيقاد السُـرج وفرش طريق العريس بالنقود المالية الثمينة, وإذا مات يقومون بإقامة الولائم في اليوم الثالث والتاسع والأربعين, وبعـد ثمان سنة ولا يقام أي فرح من الأفراح خلال أربعين يوماً حداداً على الميت. كمـا أنهم يتشاءمون بمرور الجنازة من أمامهم ويستعملون التمائـم والتعاويذ خوفاً من إصابات العين , ولا يبدءون أي عمل إلا بـعــد استشارة العرافين والمنجمين , وكذلك عند البدء في السفر , وهكذا حال الطلاب إذا أرادوا الدخول في الاختبارات فهم يقومون بأخذ نفثات شيطانية من قبل أحد دعـاتهم.. قال تعالى: { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } .
يتبع.......
ونتكلم في هذا اليوم عن الشيعة الإسماعيلية وحديثنا سيكون بأذن الله تعالى تحت العناصر التالـية:-
1.التعريف بالشيعة الإسماعيلية.
2.فرق ودعاة الشيعة الإسماعيلية.
3.أسلوب الدعوة الإسماعيلية.
4.عقائد الشيعة الإسماعيلية.
5.عبادات الشيعة الإسماعيلية.
6.مزارات وأعياد الشيعة الإسماعيلية.
7.الرسوم والضرائب ومصادر الدخل عند الشيعة الإسماعيلية.
8.مجازر واغتيالات والثورات الشيعة الإسماعيلية.
9.أماكن تواجدهم وانتشارهم في العالم.
- ومن أراد التوسع فعليه بكتاب " دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين " للدكتور أحمد جلي , وكتاب " الحركات الباطنية في العالم الإسلامي " لـِ محمد الخطيب, وكتاب " الإسماعيلية المعاصرة " لـِ محمد الجوير, وكتاب " أثر الحركات الباطنية " لـِ يوسف عيد, وكتاب " أصول الإسماعيلية " لـِ برنارد لويس, وكتاب " الإسماعيلية " للعلامة إحسـان إلهـي ظهيـر رحمة الله عليه.
1.التعريف بالشيعة الإسماعيلية:
الإسماعيلية هي فرقة باطنية انتسبت إلى الإمام إسماعيل أبن جعفر الصادق ظاهرها التشيع لآل البيت وحقيقتها هدم الإسلام, امتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر , وقد انشقت الإسماعيلية من الشيعة الأمامية الأثنا عشرية وذلك بعد موت الإمام جعفر في عام 148 للهجرة لأنهم " أي الإسماعيلية " لم يعترفوا بإمامة موسى الكاظم الإمام السابع عند الشيعة الأثنا عشرية, وقاموا بنقل الإمامة إلى إسماعيل أبن جعفر وقد لخص العلماء حال الشيعة الإسماعيلية بقولهم: دعاتهم زنادقة وعوامهم رافضة.
2.فرق ودعاة الشيعة الإسماعيلية:-
أولاً- فرقة الإسماعيلية القرامطة : كان ظهورهم في البحرين والشام وذلك بعد أن شقوا عصا الطاعة على الإمام الإسماعيلي نفسه ونهبوا أمواله ومتاعه فهرب ذلك الإمام الإسماعيلي من سلمية في سوريا إلى بلاد ما وراء النهر خوفاً من بطشهم, ومن شخصيات الإسماعيلية القرامطة أخواني في الله المدعو عبدالله أبن ميمون القداح الذي ظهر في جنوب فارس في عام 260 للهجرة, والفرج أبن عثمان القاشاني المعروف بـِ " ذكرويه " الذي ظهر في العراق وأخذ يدعو للإمام المستور الغائب, وحمدان أبن الأشعث, وأحمد أبن قاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج من أهل السنة والجماعة, والحسن أبن بهرام المعروف بـِ " أبي سعيد الجنابي " الذي ظهر في البحرين والذي يعتبر المؤسس لدولة القرامطة الإسماعيلية. ثم جـاء بعده أبنه الخبيث سليمان أبن الحسن أبن بهرام والذي حكم ثلاثين سنة وفي عهده هاجم الكعبة المشرفة وقتل الجم الغفير من حجاج بيت الله تعالى وسرق الحجر الأسود وأبقاه عنده لأكثر من عشريـن سنـة.
- من المبـادئ الهامة والخطيرة التي أنطلق منها دعاة الإسماعيلية القرامطة , إخواني في الله , هو إفشاء شيوعية الأموال والفروج بين أتباعـهم, وكان أول من فعل ذلك هو حمدان القرمطي عندما فرض على أتباعه الألفة وهي أن يجمعوا أموالهم في موضع واحـد وأن يكونوا كلهم فيه سواء لا يخذل أحد من أصحابه على صاحبه , ولما استقام الأمر " أي حمدان " أمر أتباعه بأن يجمعوا النساء في ليلة عينها ويختلطن بالرجال ويتراكبن – عياذاً بالله تعالى- ويؤيد هذا ما أمر به أبو سعيد الجنابي أتباعه في دولة البحرين , وذلك بإقامة ليلة سمها ليلة " الإفاضة " يجتمع خلالها الرجال والنساء وتطفأ الأنوار ويمارسون الجنس دون تمييز بين المحللات والمحرمات – عياذاً بالله تعالى- بل إن المؤمن عند الإسماعيلية القرامطة لا يكمل إيمانه إلا إذا رضي بما يسمونه بـِ " التشريق " , وهو أن يدخل الرجل إلى حليلة جاره فيطأها وزوجها حاضر ينظر إليه ثم يخرج فيبصق في وجهه ويصفع قفاه ويقول له " أي الفاعل " يقول للزوج: تصبّر. فإذا صبر عُــد كـامـل الإيمان وسمي من الصابـرة, ويذكر المؤرخون أن أبا سعيد الجنابي أدخل امرأته على يحيى المهدي , وأمرها أن لا تمنعه إذا أرادها , بل وصل الأمر بمن جاء بعده أن أباح لأتباعه فعل قوم لوط وأوجب قتل الغلام الذي يمتنع على من يريد الفجور به- عياذاً بالله تعالى-. وقد سنّ كـذلك علي أبن الفضل لأتباعه الإسماعيلية القرامطة في اليمن ليلة تسمى بليلة " الإفاضة ", فكان يجمع أتباعه القرامطة من الرجال والنساء في دار واسعة ليلاً , ثم يأمر بإطفاء السرج ويأخذ كل واحد من وقعت يده عليها- عياذاً بالله تعالى-.
ثانيا :من الإسماعيلية وهم " الإسماعيلية الفاطمية " : وهي حركة إسماعيلية مرّت بعدة أدوار. دور الستر ويبدأ من موت إسماعيل أبن جعفر في عام 143 للهجرة إلى ظهور عبيدالله المهدي, وقد أختلف في أسماء أئمة هذه الفترة وذلك بسبب السرية التي انتهجوها, ثم يأتي بعد ذلك دور الظهور والذي بدء بظهور عبيدالله المهدي الذي كان مقيماً في سلمية بسوريا ثم هرب إلى شمال أفريقيا وأعتمد على أنصاره هناك من الكتاميين, حيث أسس عبيد الله هذا أول دولة إسماعيلية فاطمية بإفريقيا في تونس واستولى على رقادة في عام 297 للهجرة وتتابع بعده الفاطميون وهم :
•المنصور بالله (أبو طاهر إسماعيل ) .
•المعز لدين الله (أبو تميم معد) : وفي عهده فتحت مصر سنة 361ه وانتقل إليها المعز في رمضان سنة 361هـ .
•العزيز بالله (أبو منصور نزار ) .
•الحاكم بأمر الله (أبو علي المنصور ) .
•الظاهر (أبو الحسن علي) .
•المستنصر بالله (أبو تميم ) .
واستمرت الإسماعيلية الفاطمية تحكم دولة مصر والحجاز واليمن حتى زوال دولتهم على يد البطـل المجـاهد صـلاح الديـن الأيـوبـي.
الفرقة الثالثة من الفرق الإسماعيلية وهم الإسماعيلية الحشاشون : وهم إسماعيلية نزارية انتشروا في الشام وبلاد فارس من أبرز شخصياتهم الحسن أبن صلاح وهو فارسي الأصل , وكان يدين بدين الولاء للإمام المستنصر أستولى على قلعة ألمج وأسس الدولة الإسماعيلية النزارية , وهم الذين عرفوا بعد ذلك بالحشاشين وذلك لإفراطهم في تدخين سيجارة الحشيش!. كـذلك من أبرز شخصيات الإسماعيلية الحشاشين إخواني في الله المدعو كيا بزرك علي , ومحمد أبن كيا بزرك , والحسن الثاني أبن محمد , ومحمد الثاني أبن الحسن والحسن الثالث أبن محمد الثاني ومحمد الثالث أبن الحسن الثالث وركن الدين خورشاه إلى أن انتهت دولة الحشاشين وسقطت قلاعهم أمام جيش هولاكو المغولي الذي قتل ركن الدين فتفرقوا في البلاد وما يزال لهم أتباع إلى الآن.
الفرقة الرابعة من الإسماعيلية وهم الإسماعيلية البُهره : وهم إسماعيلية الهند واليمن, الذين تركوا السياسة وعملوا بالتجارة وأختلط بهم الهندوس الذين أسلموا والبُهره لفظة هندية قديمة معناها " التاج " انقسمت البُهره إلى فرقتين:
1.البُهره الدائودية وهي نسبة إلى قطب شاه داوود وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في مدينة " بومبي " في الهند .
2.هم البُهره السليمانية نسبة إلى سليمان أبن حسن وهؤلاء مركزهم في دولة اليمن حتى الآن.
أمـا عن زعيم الإسماعيلية البُهره الحالي إخواني في الله فهو الدكتور محمد أبن برهان الدين الذي يقدسونه , ويسجدون له ويقبلون قدميه وله الكلمة الأولى والأخيرة , ويعيش اليوم كعيشة الملوك ورؤسـاء الدول , ويعد من أغنى أغنياء العـالم وطائفته تعيش في بؤس وحرمان وفقر.
ويعامل هذا المجرم أتباعه كما يعامل السيد عبيده, فما أن يبلغ أي فرد من أفراد الطائفة الرابعة عشر من عمره حتى يصبح خادماً مطيعاً لهذا الداعي , وقد وقعت حادثة منذ وقت قريب تبين لنا كيف يتعامل شيوخ الإسماعيلية البُهره مع أتباعهم بقسوة , بالـغة وكيف أن حقوقهم المشروعة مهضومة ففي عام 1977 للميـلاد توفيت إمرأة إسماعيلية عمرها 65 عام تدعى " سودا رابي" في مدينة قمن أذر بولاية قوقارت , فلم يسمح الإمام الإسماعيلي لأقاربها بدفنها, وذلك لأن زوجها أكبر علي سليمان والبالغ من العمر 73 عام قد عصى الإمام في بعض الأمور الطائفية , وبعد تدخل أعضاء في البرلمان المركزي في دلهي وافق ذلك الإمام الإسماعيلي على دفن الجثة بعد تعفنها بشرط ألا يحضر الجنازة كل من زوجها وأولادها أو أي فرد من أقارب المتوفاة , وعلى أن تدفن دون أن تقام عليها صلاة الجنازة, وأن تدفن من غير كفن ولم يستطع أي فرد أن يحتج أو يعارض أو يجادل في هذا الشأن.
وقد قام زعيم الإسماعيلية البُهره بزيارة بعض دول الخليج وقابل العديد من المحبين والأتباع وأقيمت له الاحتفالات من قبل جماعة البُهره المنتشرين بدول الخليج , وقام بإلقاء المحاضرات والندوات على جماعته ومن ثم قام بجمع الأموال الطائلة من جماعة البُهره ووزع عليهم البركات والمغفرة كما يعتقدون!.
كمـا قام هذا الإسماعيلي محمد برهان الدين بإهداء مقصورة من الفضة الخالصة منقوشة بآيات قرآنية من الذهب الخالص , إلى الضريح المنسوب للسيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما في مصر وقد أعفيت هذه المقصورة من أي رسوم جمركية وجاءت المقصورة إلى ميدان السيدة زينب بالقاهرة محمله على ثلاث عربات.
الفرقة الخامسة من الإسماعيلية وهم الإسماعيلية الأغخانية : ظهرت هذه الفرقة أحبابي في الله في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ومن أشهر شخصياتهم حسن علي شاه وهو الأغاخان الأول, ثم جـاء بعده آغا علي شاه وهو الأغاخان الثاني ثم يليه أبنه الحسيني وهو الأغخن الثالث الذي كان يعيش في أوروبا منهمكاً في مـلاذ الدنيـا, ثم جاء بعده كريم خان وهو الأغاخان الرابع وما يزال حتى الآن على رأس هذه الطائفة وقد درس في إحدى الجامعات الأمريكية.
3.أسلوب الدعوة الإسماعيلية :
ذلك أن دعاة الإسماعيلية ابتدعوا حيلاً و وسائل خبيثة لاصطياد الكثير من العـوام وإدخالهم في عقيدتهم الفاسدة , ومن ذلك أن يتدرج الداعي الإسماعيلي مع الضحية المراد دعوتها فيمر معه بعدة مراحل:-
المرحلة الأولى وهي مرحلة التفرس : ومعناها أن يكون الداعي فطناً ذكياً يميز بين من يمكن استدراجه ومن لا يمكن استدراجه من العامة. قادراً على تأويل النصوص والإيهام بأن لها باطناً لا يعرفه كل أحد. كما يكون قادراً على أن يقدم لكل واحد ما يتفق مع مزاجه وميله ومذهبه ومعتقده, ولهذا قال أهل العلم إن الإسماعيلية يهودًٌ مع اليهود ومجوسٌ مع المجوس ونصارى مع النصارى وسنة مع أهل السنة.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التأنيـس : وهي مأخوذة من الأنس والطمأنينة, وفيها يجتهد الداعي الإسماعيلي إلى زرع الطمأنينة في نفسية الضحية وذلك بالتقرب إليه , متظاهراً له بالتنسق والتعبد والمواهب الرقيقة.
ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة التشكيك : حيث يجتهد الداعي الإسماعيلي بالتشكيك بعقيدة الضحية , وذلك بالأسئلة المشككة في مقررات الشمع وغوامض المسائل ومتشابه الآيات وأسرار الأرقام , في مثل قوله تعالى:" خلق سبع سماوات ", وقوله تعالى:" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ", وقوله تعالى:" عليها تسعة عشر ", وغيرها من الأمور الغامضة عند العامة فيبدأ الشك يقع في قلب الضحية المراد إخراجها من الدين وهذه المرحلة من أخطر المراحل عند الشيعة الإسماعيلية.
ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة وهي مرحلة التعليق : حيث يوهم الداعي الإسماعيلي من يريد إدخاله من العوام في المعتقد الإسماعيلي بأنه يملك الإجابة لهذه الأسئلة الغامضة , ولكن لا يمكن البوح بها لكل أحد ولا في كل حيـن , بل لا بد من أخذ العهود والمواثيق على من يريد معرفة هذه الأسرار , فيكون هذا العامي المسكين المغرر به معلقاً. وعندها تأتي مرحلة الربط : وهو أن يربط لسانه بأيمانٍ مغلظة وعهودٍ مؤكدة حتى لا يفشي أو يبوح بما يذكره الداعي الإسماعيلي له. وبعدها تأتي مرحلة التدليس : وهو التدرج في بث الأسرار والعقائد الباطنية الإسماعيلية إلى الضحية بعد أن ربطه بالأيمان والعهود المؤكدة, إذ يعطي قواعد المذهب شيئاً فشيئاً ويوهمه أن لهذا المذهب أتباعاً كثيرون لكنه لا يعرفهم.
وأخيراً تأتي مرحلة الخلع والسلخ : ويقصد بها خلع المستجيب, أي خلع الضحية من عقائد دينه وأركانه وسلخه منها نهائياً والدخول في المعتقد الإسماعيلي الباطني الخبيث وهذا ما يسمى عند الإسماعيلية بالبلاغ الأكبر.
والإسماعيلية الآغخانية إخواني في الله يبذلون نشاطاً واسعاً وملموساً في منطقة الهونزا في شمال باكستان, حيث أخذوا بنشر دعوتهم عن طريق إنشاء المدارس والمراكز الطبية والإنفاق عليها , فلقد أصبح الآن في كل قرية من قرى منطقة الهونزا مدرسة ابتدائية وفي منطقة الهونزا ثلاث مدارس ثانوية أمـا المراكز الطبية فلقد أصبح في كل مجموعة من القرى مركز طبي إذ بلغ عدد هذه المراكز خمسة وهي خاضعة لإشراف مؤسسات الطائفة الإسماعيلية الأغخانية.
كـذلك لهم نشاط دعوي واسع يقومون به أحيانـاً تحت ستار النشاط الاقتصادي, حيث أن وزارة الزراعة الباكستانية قامت في عام 88 وما قبله بتوزيع الأسمدة على المزارعين, ولكن في عام 89 يعني بعده بسنة قام إمام الطائفة الأغخانية بشراء جميع الأسمدة واحتكارها ومنعها عن المزارعين كي يعتمدوا عليه ويخضعوا لمطالبه الخبيثة.
كذلك فإن طائفة الإسماعيلية البُهره لها نشاط واسع في ميادين العلم والثقافة والتنظيم, حيث زار إمامهم طاهر سيف الدين القاهرة في عـام 1937 للميـلاد وهو أول زعيم للإسماعيلية يفد إلى مصر بعد خروجه منها قبل ثمانية قرون , حيث قدم سلطان البُهرى صورة فوتوغرافية من نسخة كتاب " عيون الأخبار لـ إدريس عماد الدين " إلى جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية المصرية العربية في ذلك الوقت. كمـا قدمت الحكومة المصرية إلى السلطان الإسماعيلي قطعاً ثمينة من المنسوجات الأثرية من عصر الإسماعيليين المحفوظة بدار الآثار المصرية. وتتألف هذه الهدية الثمينة من تسع وثلاثين قطعة أثرية وكل منها محفوظ في غلاف من الزجاج في المقر الرئيسي لسلطان الإسماعيلية في مدينة بومبي في دولة الهنـد.
كما قام هذا السلطان بعدة رحلات إلى مراكز الطائفة في الهند وخارجها لتنظيم شئون الدعوة , وتم تحت زعامته بناء أكثـر من 350 مسجداً ونحو 300 مدرسة خاصة لأتباعه ومن المعاهد العلمية الكبيرة الخاصة لهذه الفرقة هي الجامعة السيفية الأكاديمية العربية بمدينة سورت بولاية كوجرات بالهند, وتعتبر الجامعة السيفية مركز التعليم للمذهب الإسماعيلي في العالم اليوم حيث يفد إليها الطلاب من أبناء الطائفة الإسماعيلية من جميع البلاد العربية والأفريقية والأوربية.
وإن من المحزن المبكي إخواني في الله أن هذا الإمام الإسماعيلي البُهره محمد برهان الدين قد منحته جامعة الأزهر المصرية درجة الدكتوراة الفخرية , وذلك في عام 1966 للميـلاد تكريماً له ولوالده ولطائفة الإسماعيلية البُهره وتقديراً لخدمات الطائفة في مختلف الميادين التعليمية والثقافية , وكان هذا الداعي المطلق قد قام بزيارة للقاهرة في عام 1966م , وذلك لمشاهدة المقصورة الفضية التي أهداها والده إلى مقام الحسين في القاهرة, وقد طلب هذا الإمام الإسماعيلي من الحكومة المصرية أثناء زيارته ثلاث مطالب حصل على واحد منها ومنع واحد وأُجـِل الطلب الثالث, فالذي حصل عليه هو الموافقة على تجديد بناء جامع الحاكم بأمر الله الفاضل حيث سمحت له الحكومة المصرية بذلـك, وأما المطلب الثـاني فكان يتعلق بنظام إدارة الجامع فامتنعت الحكومة المصرية؛ إلا أن يكون الجامع تحت إدارتها وهذا بالنسبة للقانون, أما الواقع العملي فهو تحت إمرة الإسماعيلية البُهره كما هو مشاهد الآن, حيث يوجدون منتشرين حول الجامع ولقد قاموا ببعض الإصلاحات في قبة الإمام الحسين والسيدة زينب, وأمـا المطلب الثـالث فيتعلق بإنشاء إدارة تعليمية على نهج الجامع الأزهر في هذا الجامع , لكن الحكومة المصرية قد أجلت هذا الطلب ووعدت بالنظر فيه. ومما هو ملاحظ إقبال الطلاب البُهره والتحاقهم بجامعة الأزهر.
4.عقائد الشيعة الإسماعيلية :
حيث تعتقد الشيعة الإسماعيلية بضرورة وجود إمـام معصـوم , منصوص عليه من نسل محمد أبن إسماعيل , ويصفون هذا الإمـام بصفات ترفعه إلـى مقـام الألوهيـة -عيـاذاً بالله تعـالى-, كما يخصونه بعلم الباطن ويدفعون له خمس ما يكسبون من أرزاقهـم, ويقولون بتناسخ الأرواح والإمام عندهم وارث الأنبيـاء جميعاً ووارث كل من سبقه من الأئـمة, كما أن الشيعة الإسماعيلية ينكرون صفات الله , أو يكادون بأن الله في نظرهم فوق متناول العقل , فهو لا موجود ولا غير موجود ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز, كذلـك في الإسماعيلية لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين , وظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد المسلمين؛ ولكن باطنهم شيء آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمـام الإسماعيلي المعصوم. كمـا أنهم يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين, لكنهم يقولون إن الكعبة هي رمز للإمـام المعصوم.
وتعتقد الشيعة الإسماعيلية أن الله لم يخلق العـالم خلقاً مباشراً -عياذاً بالله تعالى-, بل كان ذلـك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية , ويسمونه بالحجـاب, وقد حل العقل الكلي هذا في الإنسان وهو النبي والأئـمة المستورين من بعـده.
كذلـك الإسماعيلية يعظمون أئمتهم تعظيماً بلغ بهم أن رفعوهم إلى مقام الربوبيـة, فيقولون إن الأئمة بشر كسائر الناس في الظـاهر , فهم يأكلون , مثلاً , وينامون ويموتون؛ ولكنهم في تأويلاتهم الباطنية يقولون إن الأئمة هم وجه الله ويد الله وجنب الله وأنهم هم الذين يحاسبون الناس يوم القيامة, بـل ويقسمونهم بين الجنة والنار, وأنهم هم الصراط المستقيم والذكر الحكيم والقرآن الكريم... قال تعالى:{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {36} أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ {37}} , وهذا تماما هو الذي ذكرناه أحبابي في الله في درس ومحاضرة الشيعة الأثنا عشرية, حيث تتفق الأثنا عشرية والإسماعيلية بهذا الغلو لأئمتهم. كمـا تعتقد الشيعة الإسماعيلية أن محمد أبن إسماعيل حيّ لم يمت وأنه في بلاد الروم , وأنه قائم المهدي الذي سيبعث برسالة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وكذلك هم يتبرءون من الشيخين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ويصفوهما بصفات قبيحة كإبليس وفرعون وهامان والطاغوت وهُبل.
أمـا الإسماعيلية البُهره فإنهم يقدمون حجهم بيوم أو يومين عن سائر المسلمين فيروي أحد الحجاج الإسماعيلية البُهره قوله في أداء مناسك الحج حيث يقول: إنا وصلنا عرفات قبل الناس يعني في سنة من سنين الحج يذكر حال الإسماعيلية البُهره وقد كان منهم ذلك الإسماعيلي الذي يروي القصة فيقول: إنّا وصلنا عرفات قبل الناس كما وصل إليها إسماعيلية اليمن وقد أدى جميعنا مراسم الحج قبل الناس بيومين وحين تجمهرنا في عرفات تحت قيادة عـالم إسماعيلي يمني, أحاط بنا جمع من أهل السنة وسألونا عن ماذا نفعل قبل الوقفة!؟ فأجبناهم بقراء أدعية مأثورة فانصرفوا " أي أهل السنة ", فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج ثم انصرفنا إلى مزدلفة وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينـة. وكل ما سألنا الجمع السني القـادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم: بأنا قادمون من الطائف وسننزل مكة ثم نقدم منها إلى عرفة وهكذا قضينا تلك الليلة ثم عدنـا إلى عرفة وصرنا شركـاء لعامة الحجيج..انتهى كلامه من كتاب " سلك الجواهر ".
كذلـك فإن الإسماعيلية البُهره يقومون بإحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من القبور ومساجد فهم يدفعون أموال طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد , ومن أعمالهم السوداء أنهم قاموا بإصلاح ضريح كربلاء والنجف والضريح الفضي لمشهد الحسين والسيدة زينب في القـاهرة. كما عملوا قبة من الذهب فوق ضريح الحسين المزعوم في القـاهرة, فالإسماعيلية البُهره إخواني في الله كاليهـود لا يسمحون بأحد باعتناق مذهبهم ما لم يولد من أصل بُهري ويعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي أبن أبي طالب رضي الله عنه , وهم معصومون من الخطأ .
وكذلـك فإن الإسماعيلية البُهره يحترمون القرآن ظـاهريـاً ولكنهم يفسرونه تفسيراً باطنياً شيطانياً , وقبلة البُهره في صلاتهم هو قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند, ويطلقون عليه أسم الروضة الطاهرة. والصلاة عند الإسماعيلية البُهره تجب عليهم في العشرة أيـام الأولى من شهر محرم فقط وفي غيرها لا تجـب!. كما أنهم لا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى الجـامع خانه , وإذا لم يذهب الشخص البُهري منهم إلى هذا الجامع خانه في العشرة أيام الأولى من محرم فإنه يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان من جميع الفرقة الإسماعيلية.
وهذا بيان أحبابي في الله من الإسماعيلية الأغخانية وهم يبينون عقيدتهم بقلم عاشق حسين, وهو رئيس لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير كريم أغاخـان رئيس الإسماعيلية الأغخانية في العـالم نص البيـان:-
( لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغخـان ببكستان نيو جماعة خانة شارع بر تو كراتشي ثلاثة, تعليمات مذهب الأغاخانية الإسماعيلية. مولانا شاه كريم الحسيني الإمام الحاضر الموجود أرحمنا وأغفر لنا, أعني يا علي المؤمنين الحقيقيين , نبيّن نحن الأغاخانيين بأننا ننتمي إلى الجماعة الإسماعيلية التي تبلغ المعلومات الدينية إلى عامة الناس تعليماتنا الدينية التي نلتقي تحت إشراف العالم مكي, ومن ثم نتعبد حسب تلك التعليمات في الأمكنة الخاصة ونسميها " جماعة خانه " وتفاصيل تلك التعليمات كالآتي:-
تحيتنا قولنا يا علي مدد " أي أعنا يا علي " وجوابها قولنا: مولانا علي مدد " أي أعنا يا مولانا علي ", شهادتنا هي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن علياً الله .
لسنا بحاجة إلى الوضوء لأن الوضوء هي طهارة القلب فقط , ولا يفسد صومنا بالأكل والشرب, وصومنا يحتوي على ثلاث ساعات فقط ونفطر في الساعة العاشرة صباحاً , وذلك تطوعاً لكن طوال السنة نصوم يوم الجمعة الذي يكون بداية الشهر, ويفرض علينا دفع أثنى عشر ونصف في المائة روبية من مجموع أموالنا بدلاً من الزكاة . أمـا الحج فهو رؤية إمامنا الحاضر نجد بيننا قرأناً نـاطقاً وهو إمامنا الحاضر؛ بينما المسلمون عندهم كتاب فقط . عـالمنا مكي يمحو عنا ويزيل المعاصي المرتكبة في طول اليوم , وذلك بصب الماء علينا , فيقول بصب الماء علينا والذي يستطيع الذهاب إلى المكان المحدد للعبادة فعليه أن يستغفر ذنوبه بالذهاب إلى العالم يوم الجمعة فقط وهذا تماما مثل الغفران عند رجال الكنيسة, ثم يقول هذا البيان: وذلك بصب الماء عليه وشربه ويسمى هذا الماء " كهت بات " .
إن إمامنا الحاضر يعلمنا كلمة أسم أعظم وثمنها 75 روبية ونتعبد بها في آخر الليل وندفع 500 روبية لعفو عبادة خمس سنوات و 1200 روبية لعبادة 12 عام و 5000 روبية لعبادة حياة كاملة , وندفع تلك الأجرة في جماعة خانه, ونتشرف بنور إمامنا الحاضر بعد دفع 7000 روبية وندفع 25 ألف روبية في جماعة خانه حتى نتقي من عذاب الآخرة, والصدقات عندنا تسمى " ناندي " فالأطعمة الطيبة والملابس الثمينة تصدق إلى جماعة خانه , وبعد بيعها يجمع ثمنها في جماعة خانه.
ونوضح هنا بأن مذهبنا قائم منذ قرون ولم ينقده أحد إلى يومنا هذا, فإذا كان مذهبنا خاطئاً لأنتهى منه من الأرض والآن لو أطلع المسلمون وعلمائهم على بطلان مذهبنا واعترضوا عليه كان عليهم أن يتصلوا بلجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغاخان ويطلبوا منها الإيضاح في هذا الصدد لكنهم لم يفعلوا ذلك , وهذا دليل على خوفهم من علمائنا ومن إمامـنا الحاضر. ومنذ قرون لم ينقد أحد مذهبنا فكيف تجرأ المسلمون الآن أن ينقدوه ويثبتوا أبطاله؟ علماً بأن في كل دور من الأدوار كنا نحصل على الدعم المادي من قبل الحكومة والسلطة وحمايتها وذلك دليل قـاطع على أن مذهبنا حق وصحيح فأثبتوا أيها المؤمنون على دينكم الصحيح ولا عجب أن يفتتن المسلمون بمثل هذه الفتن والمصائب وندعوا أن نتشرف بنور إمامـنا الحاضر ورؤيته. آمين.
وفي الآخر نقول: يا شاه كريم حسيني أنت الإمام الحاضر الموجود, اللهم لك سجودي وطاعتي. عاشق حسين رئيس لجنة الشئون الدينية الفيدرالية لسمو الأمير أغاخان في دولة باكستان.
5.عبادات الشيعة الإسماعيلية :
فطائفة الإسماعيلية البُهرة مثلاً, تتخذ لنفسها أماكـن خاصة للعبـادة يطلقون عليها أسم " الجامع خانـه " ذلك أنهم لا يقبلون لأنفسهم ولا يرضون بإقامة الصلوات في مساجد عامة المسلمين وتمشياً مع تعليم وتوجيهات أئمتهم ودعاتهم فيلزمهم الحصول على إذن مسبق, من الإمام أو الداعي المطلق متى ما أرادوا ممارسة عباداتهم وشعائرهم الدينية. وللبُهرة هؤلاء طقوس خاصة ولباس خاص بهم يتميزون به عن غيرهم , فمثلاً يرتدي الواحد منهم قميصاً وسروالاً وطاقيةً مزركشة باللونين الذهبـي والأصفر, والصلاة عندهم ثلاث مرات في اليوم فقـط وقبلتهم في الصلاة هو قبر إمامهم طاهر سيف الدين. كمـا أن للإسماعيلية البُهرة إخواني في الله عادات وطقوس هندوسية في حفلات الزواج , فهم يستعملون معجون الكركم على جسم العريس في تلك الأيام ويقومون بتقاليد وثنية في استقبـال العريس , وذلـك بإيقاد السُـرج وفرش طريق العريس بالنقود المالية الثمينة, وإذا مات يقومون بإقامة الولائم في اليوم الثالث والتاسع والأربعين, وبعـد ثمان سنة ولا يقام أي فرح من الأفراح خلال أربعين يوماً حداداً على الميت. كمـا أنهم يتشاءمون بمرور الجنازة من أمامهم ويستعملون التمائـم والتعاويذ خوفاً من إصابات العين , ولا يبدءون أي عمل إلا بـعــد استشارة العرافين والمنجمين , وكذلك عند البدء في السفر , وهكذا حال الطلاب إذا أرادوا الدخول في الاختبارات فهم يقومون بأخذ نفثات شيطانية من قبل أحد دعـاتهم.. قال تعالى: { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } .
يتبع.......